- Jun 15, 2025
رفيق رحلة ما بين عالمين
- Maryam alameen
- 0 comments
لوقت طويل وجدت الكثير من القلق يحوم حول البدايات ، ممكن لأني إعتدت لسنين طويلة ان أبدأ في المكان إلي عارفة لوين حيوصلني.
و مع أول موضوع في هذه المدونة سأكتب و اترك التدفق يسوقنا بدون أجندة مسبقة مني
في هالمرحلة من حياتي وجدت ان الوضوح التام بمثابة تحدي لي ، ممكن لأني نويت أن أتبع نيتي هالمرة و شعوري و حدسي أكثر من أن أتمسك بإتباع إشارات و أهداف خارجية لقيادتي!
حدسي : صديقي المقرب هذه المرحلة من حياتي ، الصوت الذي يهمس بخجل و رقة بداخلي ليوجهني ناحية اختيارات قوية و تحولية ما كان لي الانفتاح عليها لو كنت بس اسمع لذهني بتجرد من هذا الصوت الحكيم.
لسنين طويلة ما كنت صديقة جيدة و أمينة مع حدسي الداخلي. كنت بإستمرار أخونه ، أخذله ، أرفضه و أتجنبه فقط لأنه كان يمنحني مختصر الطريق.
هالشيء خلاني اتفكر في ليش؟ رغم انه حرفياً دوماً يقودني للأفضل و أنا مؤمنة الآن انه صوت الله بداخلنا.
رغم ان الله منحنا هذا النظام الداخلي لقيادتنا ، منحنا هذا الصوت الحكيم إلا إننا نُؤثر الاستماع للأصوات الخارجية أكثر. لعلها تكون أصدق من هالصوت!.
كل هذا كان له دور ان أتفكر في رحلتنا الأرضية هنا ، و في أخذي أعمق و أعمق في البحث عن الأصل و السبب في هذا الانفصال عن هالصوت الصادق.
فعادت بيا الذكريات ، الكتب و الزمن إلى تلك الطفلة الصغيرة بداخلي و كما نسميها أيضاً (الطفل الداخلي)
تلك الذات الصغيرة مننا تحمل معها مفاتيح الكثير من التساؤلات إلي تحيا اليوم في حياتنا.
تخيلوا معي ، عندما كنا أطفالاً ، كانت الفطرة و التلقائية تطغو على من نكون و كيف نعبر عن ذواتنا و نتواصل.
و لكن في المقابل نحن أتينا كأطفال مستجدين على حياة البالغين ، حيث المشاعر الحقيقية مُهمشة ، البرأة مفقودة ، الخوف يرسم الطرق.
كانت مخيلتنا تحيك و ترسم عالم مثالي في أذهاننا أبطاله أحبائنا و أصدقائنا. و لكن كنا نجد كل مرة توقعاتنا عن هذا العالم تتحطم و الجدران تنهار و ممكن كان أحد أهم الهدامين لهذا العالم هم ذاتهم من نحب.
عند نقطة ما بدأت الاسقاطات لِما يحدث بالخارج تصبح جزء من كياننا ، و انتقلنا من البُعد الروحي حيث أنا مُحب و محبوب إلى بُعد أرضي فيه أنا غير جدير بالمحبة.
و من " أنا آمن تماماً" إلى "يجدر بي أتوخى الحذر و أن أدفع ثمن الأمان الذي أحصل عليه و هذا العالم غير آمن".
و من "الشعور بقداسة من نكون" إلى "حمل الخزي و الخوف كبذرة أساسية مُحركة لمن نكون!".
و كل هذا أصبح جزء من الفلاتر التي تعتاش قلوبنا و تصرخ بينما صوت حدسنا يهمس بخفة بغية ان نستمع له يوماً ما!
و ما بين هذه الطفلة الصغيرة التي كنتها يوماً ما و الانسانة البالغة الكبيرة اليوم.
وُجِدت أكثر نسخة مننا مشتتة ، مشوشة و تصارع لبناء هويتها ، نعم انها تلك الذات المراهقة.
كثير ما نتناول مواضيع تجعلنا نغوص في ملف الطفولة أو نعلق في حلحلت مشاكلنا كبالغين. و لكن قليلاً ما نقوم بالعمل مع ذاتنا المراهقة.
نُهمشها تجنباً للتشويش و أحياناً حتى الغضب الذي تجلبه معها فهي غالباً ما كانت القنبلة الموقوتة الصامتة.
تلك الذات المراهقة ؛ هي المرحلة التي يتطور فيها نضجنا الفكري و الشعوري لمرحلة اخرى ما بعد الطفولة. هي المرحلة التي نصبح فيها واقفين بين عالمين.
و كذلك يكون تطور علاقتنا مع هذا الصوت الداخلي.
ففي عالم كنا أطفال و عشنا كل ما شملته طفولتنا من نور و ظلام و كنا نعتمد على بالغين يوجهوا حياتنا و يدعموا رحلة نمونا.
و عالم آخر نحن فيه البالغين المسؤولين ، الراشدين ، الموجهين لحياتنا. و لم يعد أحد مسؤول مننا بل نحن المسؤولين.
المراهقة هي تلك المرحلة الوسطية إلي فيها نحاول ايجاد استقلالية البالغ مع استمرارية وجود اعتمادية الطفل هذه الاعتمادية الجزئية ، هي مرحلة نضج مهم لصوتنا الداخلي
هذه مرحلة فيها كل ما نحتاجها هو ( التوجيه الصحي ، التأكيد و السماح) أن من الآمن لنا نجرب ، ننجح و نخفق و نطيح و نقوم و ان هذا كله جزء مننا و لا يعيبنا. هي المرحلة إلي طاقتنا تتطور بفضول تطلب التوجيه المُحب.
هالمرحلة شعرت مؤخراً إني أعود لصحبة ذاتي فيها ، و أكون لي الصوت إلي إفتقدته في جوانب ، و ممتنة للتوجيه إلي حصلت عليه في جوانب اخرى من أهلي.
وجدت وقوفي مع هالنسخة مني بدأ يطلعلي ذكريات كثيرة و مشاعر كثيرة كانت مُخبأة و ايضاً قدر كبير من الحكمة ، الابداع ، التعاطف و الحب إلي كان موجود لدى ذاتي المراهقة.
ما بعد عملي على ملف الطفولة من ناحية ألمها و جروحها و حتى من ناحية منح و تعزيز المحبة في جوانب اخرى
و جدت ان اكثر شيء منطقي في رحلتي هي إني ما أتجنب إني يوماً ما كان لدي فترة مراهقة مشوشة أصارع و أبحث فيها عن من أكون.
و قدرت استوعب من هذه الرحلة لحد الآن ان صراعاتنا مع أفكارنا ، معتقداتنا و هويتنا يمكن لها ان تمتد طيلة حياتنا ما لم نقف لتقدير هذه الذات بكل جوانبها الطفلة و المراهقة و البالغة و التعاطف معها.
و ان صوتك الداخلي و حكمتك لن تنضج ما لم تسمحي لنفسك بالعودة لتلك المرحلة التي كانت جسر ما بين الطفلة و المرأة اليافعة إلي تكونيها اليوم
و مثلما يوجد رحلة تسمى رحلة البطل كذلك توجد رحل البطلة إلي بدأت قبل حتى أن تعيها و اليوم أنتي تعيشين إحدى أجزاء و مراحلها
قد تتقاطع خطوط رحلتنا و قد تكون تقاطعت فيما قبل او ستلتقي لاحقاً
بس في كل الأحوال أعلم ان هالرحلة تستحق اننا نتحلى بفضول استكشافها و عيشها و ان نتشاركها
بينما حدسي قاعد يكون صديقي ، من صديقك الصدوق في هذه المرحلة يا ترى؟ و اي مرحلة هي محط تركيزك حالياً ( الطفولة ، المراهقة أو ذاتك الحاضرة اليوم )؟
اشفي علاقتك اليوم مع ذاتك و ابدأي رحلتك في درب التشافي الذاتي: