- Sep 30, 2025
الإيقاع الذي لم أعلم أني أفتقد له
- Maryam alameen
- 0 comments
إعتدت كل عام بعد عيد مولدي ان أعيش وقتاً خانقاً مع بداية الخريف و انتهاء الصيف. لم اكن اتقبل هذا الجزء من العام و لا اتقبل ما يثيره بداخلي من عدم راحة و قلق ما عندي سبب له ما عدا إني كنت في مرحلة ما أُخبر نفسي ان هذا ممكن بسبب حبي للصيف و الدفء
و لكن مع السنين ادركت ان الامر اعمق من هذا، ان وراء انزعاجي هذا تفاصيل إعتدت تجاهلها
هذا العام في سبتمبر اختبرت و لأول مرة العيش بسلام مع الخريف بل و الانسجام معه. فهمت و استوعبت ان انزعاجي لم كن يوماً من الخريف بل من عدم قبولي لإيقاع الحياة و تقلباتها..الحياة لطالما كانت متقلبة فلماذا لا اتقبل هذه الحقيقة؟
لأني لم اكن اتقبل ايقاعي انا و تقلباتي، اتوقع من ذاتي ان اسير على نفس المنوال، ان أمضي بذات السرعة ، ان اعرف كل الاجابات، ان افعل و اختار الصح دوماً ، ان احافظ على نفس الصورة عني في اذهان الغير ، ان اختار نفس الاهداف و ان انجح حيثما اسعى ، ان اعيش النقلات و اجد الطريق لكل شيء دون توقف. ان استمر بالجري و كأني بماراثون لا نهاية له!
بس توقفت شوية منذ نهايات العام الماضي لأسأل نفسي، ليش؟
بدأت أعيد حساباتي ، اعيد ترتيب أولوياتي و ما هو مُهم حقاً بالنسبة لي
هذا الخريف و للمرة الاولى في حياتي ، شعرت ان لابأس ان اتباطئ بتصالح تام مع التباطؤ
ان أجد و اجسد ايقاعي الخاص في هذا الفصل فلا أنا متقدمة على أحد و لا أنا المتأخرة عن أي أحد.
انا اعيش في السرعة المناسبة لي حيث خيري و رزقي يجدني لا حاجة لي للجري ورائه
ان اسمح لسعيي ان يكون مقرون بنية و قيمة و غاية لا نتيجة. ان احرر نفسي من ضغط توقعاتي على نفسي بأن اكون شخص ما بنهاية هذا العام.
ان اسمح للأمور ان تأخذ المجرى الذي تحتاجه و ان أسلك مسار الخطة الالهية للأمور في حياتي.
كانت الراحة و السلام هُما النتيجة، اختفاء القلق من المشهد، التسليم ان مهما كان الامر الذي سيظهر في طريقي بإمكاني الثقة ان طالما كنت اسير بحسي و حدسي و ايقاعي
سأجد الاجابات التي احتاجها ، الالهامات التي احتاجها و سيجدني رزقي و خيري لا حاجة لي للركض ورائه.
انتبهت ان لمجرد اختياري التوقف عن المقاومة في جانب و تتبع الايقاع ، و كأن الحياة اصبحت تتعاون و تتأمر معي في جوانب أخرى!
عجيب صح؟
الحقيقة إني لم آتي بجديد فهذا هو قانون الايقاع إلي طول الوقت يعمل هذا الكون عليه، قانون عند تأملنا في ذواتنا و الطبيعة نجده ظاهر طوال الوقت
فكل شهيق يتبعه زفير و كل شتاء يتبعه ربيع و كل اخفاق يتبعه نجاح و كل قمة سيتبعها قاع
الغاية و الهدف مش في مقاومة و معارضة الاساسيات بل في فهمنا و تقديرنا لها و العمل مع سريانها و ليس العكس
في نهاية المطاف انني انتعش بداية هذا الخريف، ازددت ابداعاً، رسمت كثيراً هذا الشهر ، عشت معنى التوازن الداخلي و الخارجي.
و اهم ما تعلمته في سبتمبر : ان طول الوقت نحن محاطين بالإجابات، الاشارات و ستجد الالهامات طريقنا فقط إن تعلمنا تتبُع الايقاع. ان نُسرع متى يتطلب الامر و أن نُبطئ حين يحين الوقت لذلك.
و ان مهما كان حال العالم من حولنا فكل أمر المؤمن خير ، و المؤمن من يؤمن بالخير و خالقه. و هذه اعظم ابواب الطمأنينة و أكبر تحديات الايجو بداخلنا.
اتسائل ماذا تعلمت/ي انت/ي خلال سبتمبر؟
و اتمنى ان يكون هذا الشهر بكل ما فيه و ما اختبرناه من ممارسات، فعاليات و تفاعل في حديقة التشافي قد أدى إلى مساعدتك على بدء هذا الموسم بالايقاع الذي تحتاج إليه و يضفي لحياتك.
و إن لم يكن الامر كذلك فلا بأس، كلاً منا يجد طريقه لعيش ما يحتاجه في نهاية المطاف.
و هذه دعوتي لك لمشاركتنا بوعي القادم خلال اكتوبر عسى ان يكون فرصة لك لوعي و استكشاف لجوانب مختلفة لذاتك.
فإن كان جسدك يتوق لبعض التفهم و الحب منك، اكتوبر غني بالوعي العاطفي و الجسدي.
بإمكانك متابعة كل جديد عبر حسابات حديقة التشافي و صفحة إيقاع الشهر.
و إلى ان ألقاك نهاية الشهر المقبل لأروي لك ماذا تعلمت؟
انا جداً ممتنة جداً للحب و الامتنان إلي رزقني الله الاحساس به في قلبي هذا الشهر و أسأل الله ان يمتد و يعبر من كلماتي ليصل قلبك و يذكرك ان تتفائل خيراً و ان تنفتح حُباً لذاتك و الحياة و إيماناً بالله.
مع محبتي ،
- مريم
لمتابعة صفحة إيقاع الشهر حيث نشاركك كل جديد للشهر اضغط هنا