• Nov 1, 2025

من المثالية للعيش بإنسانية

  • Maryam alameen
  • 0 comments

قبل العديد من السنوات كان الكثيرون في مجال تطوير الذات، الوعي و التشافي و صناعة الواقع يروجون فكرة ان الحياة بعد دخول لهذا العالم ستصبح وردية، ايجابية فقط، خالية من التحديات فقط ان استطعت الوصول لدرجة معينة من الوعي و التشافي و التنظيف.

البعض كان يبيع قصة و أسلوب حياة فيها هو يعيش الحياة المنشودة المثالية التي يتحدث عنها، هذه القصص كانت بداية لوضع توقعات رهيبة على ما يجب للشخص ان يحصده من هذا المجال في حياته.

و هذه التوقعات ذاتها كانت البداية لمعاناة ناس كُثر يقارنون ما يحصل معهم بما يجب (يتوقعون) ان يحدث. مما ساهم في خلق الكثير من الاستياء و القلق و الغضب و التعلق.

كون الكثيرون محركهم للتغيير هو الالم، فسريعاً ما ينفذ هذا البنزين و مع التوقعات المجنونة يجد الشخص نفسه محترق لا وقود لديه ليصل لِما تم الترويج له عن معنى الوعي، التشافي و التنوير.

الحقيقة التي يكتشفها الانسان بمجرد ان يقف و يتأمل المشهد، ان كل هذه الوعود و التوقعات و القصص غير حقيقية. هي صورة اخرى من المثالية التي إعتدنا ان نتبعها عسانا ان نصل يوماً للشعور أننا كاملين و لا ينقصنا شيء!

الكمال الذي نحاول صناعته من الخارج للداخل.

من وجهة نظري، كل شخص مننا يعيش تجربته التي يحتاجها تماماً و لا أحد يمتلك المخطط الصحيح و الكامل لرحلتك في تطوير وعيك بذاتك و اختبارك لحياتك.

مجال الوعي، التشافي ما كان و لن يكن مكان لأن نختبر حياة وردية مثالية.

بل هو طريق نطور فيه و من خلاله فهمنا للحياة و أدوات تعايشنا و اختيار الحياة التي نريدها لأنفسنا.

و نعم نحن نختار و لكن لا يعني هذا ان كل الامور ستكون مكتملة و مثالية و خالية من التحديات و التقلبات

ببساطة للحياة قوانين، أحدها قانون القطبية و آخر يسمى بقانون التوازن.

جميعنا نتأثر و نعيش هذه القوانين. لهذا لا يوجد صعود دون هبوط. لا يوجد نور من دون ظلام. لا يوجد تطرف إلا و يستلزم تجربة تعيدك للتوازن.

لا توجد قصة مثالية ، وردية بدون تحديات. و ان لم تكن بالضرورة تحدياتنا خارجية فكثير منها تحديات داخلية.

اليوم اقدر جداً من يظهر في هذه المجال بإنسانية تسمح للغير بإدراك انه تماماً مثلهم يبحث و يتخبط و يحاول.

و تعلمت هذا ايضاً ، تعلمت ان لا اسعى لبيع صورة كمال و مثالية عني. و ان كانت في الغالب من اكبر تحدياتي في مواجهة التوقعات الخارجية على من يجب ان اكون.

ففي كثير من المواقف التي يُتوقع مني شيء معين، بدأت أُعلم نفسي ان اتحلى بالانسانية و ان أعبر عن قصوري، ضعفي، عن من اكون بكل بساطة..

التدرب على هذا الشيء في عالم تعودنا فيه على وضع إطارات و قوالب و التعلق بالأداء و الانجاز امر مش سهل… بس جداً ممكن و بالنهاية يمنح الشعور بالصدق و النزاهة و الراحة النفسية و الرضا عن الذات.

رسالتي لك اليوم وين ما كنت/ي في رحلتك ، ان الغرض من رحلتنا ان نزداد وعياً و إدراكاً لمعنى ان نحيا كإنسان وجوده يضيف لهذه الارض.

في احيان كثيرة نحاول التمسك بتصور ان عندما تصبح الحياة حولنا بخير سنقدر على الشعور بخير و لكن هذه الطريقة التي نحد بها ذاتنا و حياتنا.

بإمكانك ان تكون بخير بأي وضع و حال ، بإمكانك ان تكون كذلك بمجرد قرارك و اختيارك و ثباتك على هذا الاختيار.

خلال اكتوبر تفكرت كثيراً في كيف ان حساسيتنا، انسانيتنا و حتى ضعفنا جوانب مهمة مننا تساعدنا ان نحيا حياة ممكنة، حياة فيها نحن لسنا فلان في ذاك القالب بل فقط انسان يحاول ان يعيش و يحيا كسائر الخلق.

له الحق بأن يصيب، يخطئ و يعيش تناقضات الحياة و ان يتناقض معها و ان يتصالح مع كل هذه التناقضات.

فما بعد ايجاد ايقاعك الخاص ستجد ان لولا التناقض لَما اصبح لمقطوعة حياتك لحن و طعم يعبر عن قصتك و تجربتك.

و ما بعد استعادة ايقاعك إلا أن تعترف بإنسانيتك و ان تتقبلها و تختار السبل و الادوات التي تعينك على عيشها.

و ارى في طريق و نهج التشافي و تطوير الوعي سبيل راقي يساعد الانسان ان يصبح في حال من العيش بقوة بدل من ان يحيا بتعلق بمظاهر خارجية تجعله يعيش في إكراه (كما يقول يفيد هاوكنز)

هذا ما يجعل كل يوم له طعم، قيّم مهم من حياتك، لا توجد حياة مُهدرة إلا التي قررنا ان نهدرها بعدم تقديرنا لأيامها

بإمكاننا ان نعيش في قمم الرضا و حتى في أودية الالم و جميعها ممكن لها ان تكون جزء مهم من حياتنا

في الختام كان اكتوبر مساحة اسقاط نور على مفهوم الاحتياجات و مفهوم التوازن العاطفي كونها نقاط مُحركة و مؤثرة في حياتنا كبشر و فهمنا لها يساعدنا في فهم ذواتنا و التعامل معها برحمة و لطف بدل التطرف في التعلق و الاحتياج كأسلوب حياة.

ادعوكم للعودة لمشاهدة لقاءات الشهر على قناتي اليوتيوب اضغط هنا

كما ادعوكم لمشاركتنا فهم رحلة التشافي ببساطة عبر الاستماع لبودكاستي رُمّان اضغط هنا

و إن كنتي ممن اثقلتها التراكمات، تشعرين بالضياع، التخبط، الالم و تفتقدين الوجهة فبرنامج ويلز هو ضالتك، رحلة تكاملية تساعدك على التجرد، التخفف و إعادة ترسيم شكل عيشك للحياة من خلال خوض رحلة تشافي على مدى 8 أسابيع من العمل الداخلي المباشر معنا بشكل يتخلخل حياتك و يصبح جزءً منها

اشاركك في ويلز طرق ابداعية، تجسيدية، مشاعرية و فكرية شمولية تساعدك على الخروج من صناديق حياتك الماضية. في رحلة تجمعك بنساء يشاركنك الرحلة و المسار

ان كنتي جاهزة تختبري رحلة ويلز شاركينا عبر الضغط هنا و حجز مقعدك.

اما ان كنتم تحتاجون إرشاد للخدمة او الكورس الانسب لكم تواصلوا معنا عبر الواتس لمساعدتكم اضغط هنا

و إلى ان ألقاكم في تأملاتي لشهر نوفمبر و النية التي تحركنا خلاله (نية القبول)

اتمنى لنا جميعاً شهراً ملهماً نتعلم فيه معنى ان نحيا كل يوم منه على انه نعمة تستحق أن نقدرها و نحياها بنية واعية.

شاركونا إيقاع نوفمبر عبر الضغط هنا

0 comments

Sign upor login to leave a comment